يحمل تاريخ الأمم المتحدة في طياته طائفة من القيم المتعلقة بكرامة الإنسان وحقوقه، والعناية بالبيئة. وتدفع التنمية المستدامة بهذه القيم خطوة إلى الأمام وتنقلها من هذا الجيل إلى الأجيال المقبلة. ويقترن بالتنمية المستدامة الإعلاء من شأن التنوع البيولوجي والصون، بالإضافة إلى تنوع الناس وعدم استبعاد أية فئة منهم، وتأمين فرص المشاركة لهم جميعاً. وفي الميدان الاقتصادي، يسعى البعض لتحقيق الاكتفاء للجميع، بينما يطالب آخرون بتكافؤ الفرص الاقتصادية.
والقيم التي ينبغي لأي برنامج للتعليم من أجل التنمية المستدامة أن يعززها وأن يطرحها لا تزال مسألة قيد المناقشة. والهدف من ذلك هو تعزيز أو تشجيع وضع نهوج هامة محلياً ومناسبة ثقافياً وعمليات تستند إلى المبادئ والقيم المتأصلة في التنمية المستدامة. وترتبط الطرق التي تختارها البلدان لتناول التنمية المستدامة ارتباطاً وثيقاً بالقيم السائدة في المجتمع، لأن هذه القيم هي التي تحدد كيفية اتخاذ القرارات الشخصية وكيفية صياغة التشريعات الوطنية.
وفهم القيم جزء أساسي من فهم المرء لرؤيته ولرؤية الآخرين للعالم. ففهم المرء لقيمه ولقيم المجتمع الذي يعيش فيه ولقيم الآخرين في كل أنحاء العالم، جزء محوري من التعليم الرامي إلى بناء مستقبل مستدام. فعلى كل بلد وكل جماعة ثقافية وكل فرد أن يتعلّموا المهارات التي تمكنهم من الوقوف على قيمهم ومن تقييم هذه القيم في سياق الاستدامة.
ميثاق الأرض
ميثاق الأرض إعلان لمبادئ أخلاقية أساسية لبناء مجتمع عالمي قائم على العدل والاستدامة والسلام في القرن الحادي والعشرين. وهو قاعدة للمبادئ الأخلاقية التي تلهم عقد الأمم المتحدة للتعليم من أجل التنمية المستدامة، وتعزز اتباع نهج متكامل لتناول القضايا العالمية.
وهو حصيلة حوار عالمي، مشترك بين الثقافات، جرى على امتداد عقد كامل، بشأن الأهداف والقيم المشتركة. وبدأ المشروع بصفته مبادرة للأمم المتحدة، إلا أنه مضت به وأكملته حركة عالمية للمجتمع المدني. وقامت لجنة ميثاق الأرض بإطلاقه في عام 2000 كميثاق شعبي.
ويورد ميثاق الأرض مبادئ أساسية مثل:
- بناء مجتمعات ديمقراطية منصفة وتشاركية ومستدامة وسلمية تكفل خيرات الأرض وجمالها للأجيال الحالية والمقبلة؛
- حماية واستعادة سلامة النظم الإيكولوجية للأرض؛
- كفالة تسخير الأنشطة والمؤسسات الاقتصادية على جميع المستويات لخدمة أغراض التنمية البشرية بطريقة منصفة ومستدامة؛
- تأكيد المساواة والإنصاف بين الجنسين كشرطين أساسيين للتنمية المستدامة؛
- توفير الشفافية والمساءلة في الحوكمة، والمشاركة الجامعة في صنع القرارات، والنفاذ إلى العدالة؛
- إدماج المعارف والقيم والمهارات اللازمة لاتباع طريقة مستدامة للحياة في التعليم النظامي والتعلّم مدى الحياة.