ما هي التنمية الزراعية والريفية المستدامة؟تتسم التنمية الزراعية والريفية بالاستدامة عندما تكون سليمة من الناحية الايكولوجية وقابلة للتطبيق من الناحية الاقتصادية وعادلة من الناحية الاجتماعية ومناسبة من الناحية الثقافية، وأن تكون إنسانية تعتمد على نهج علمي شامل. وتعالج التنمية الزراعية والريفية المستدامة بحكم تعريفها قطاعات متعددة تشمل لا الزراعة فحسب بل المياه والطاقة والصحة والتنوع البيولوجي. وخلال السنوات العشر التي مرت منذ مؤتمر قمة ريو عندما حدد الفصل 14 الخاص بالتنمية الزراعية والريفية المستدامة في جدول أعمال القرن 21 لأول مرة البرامج والتدابير الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي بطريقة مستدامة، تطور مفهوم هذه التنمية ليشمل الاستدامة الاجتماعية و المؤسسية والاقتصادية فضلا عن الاستدامة البيئية. ويعني ذلك أنه لابد للتنمية الزراعية والريفية المستدامة بما في ذلك الغابات ومصايد الأسماك أن تلبي الاحتياجات التغذوية وغير ذلك من الاحتياجات البشرية للأجيال الحالية والمقبلة، وأن توفر فرص عمل مستدامة ولائقة، وأن تحافظ على القدرات الإنتاجية والتجديدية لقاعدة الموارد الطبيعية وتعزيزها حيثما يكون ذلك ممكنا والحد من التعرض لنقص الأغذية وتعزيز الاعتماد على الذات.
ما هي مبادرة التنمية الزراعية والريفية المستدامة؟هذه المبادرة عبارة عن إطار جامع متعدد
أصحاب الشأن صمم لدعم عملية التحول إلى التنمية الزراعية والريفية المستدامة التي محورها الإنسان وتعزيز المشاركة في وضع البرامج والسياسات. وتساعد المبادرة على تحقيق التنمية الزراعية والريفية المستدامة من خلال دعم الجهود الرائدة وبناء قدرات المجتمعات المحلية الريفية والفئات المحرومة وغير ذلك من أصحاب الشأن من أجل تحسين فرص الحصول على الموارد (مثل الموارد الوراثية والتكنولوجية والأراضي والمياه والأسواق والمعلومات)، والترويج للأساليب الجيدة المستخدمة في التنمية الزراعية والريفية المستدامة وتعزيز الظروف العادلة للعمل في الزراعة. ومن المتوقع أن تؤدي هذه المبادرة إلى تحقيق تحسينات ملموسة وقابلة للقياس في سبل المعيشة والأحوال المعيشية لفقراء الريف خلال السنوات الخمس القادمة ومن ثم المساهمة في تنفيذ الفصل 14 من جدول أعمال القرن 21 وتحقيق أهداف إعلان الألفية.
من هم المشاركون في هذه المبادرة؟هذه مبادرة يقودها المجتمع المدني وتدعمها الحكومات وتيسرها منظمة الأغذية والزراعة. وقد أبدت حتى الآن نحو 55 منظمة من منظمات المزارعين والسكان الأصليين والعمال ونقابات العمال والمنظمات النسائية والشبابية والمنظمات غير الحكومية والدوائر العلمية والتكنولوجية ورجال الأعمال والصناعات والمستهلكين المهتمين ومجموعات وسائط الإعلام فضلا عن الحكومات والمنظمات الحكومية الدولية اهتماما بهذه المبادرة وتدعيمها.
لماذا نحتاج إلى مبادرة للتنمية الزراعية والريفية المستدامة؟لقد أدى الفقر وضعف الموارد والقيود السياسية والاجتماعية إلى الحد من قدرات سكان الريف ولاسيما المجموعات المحرومة على تبادل المناهج الملائمة من الناحيتين البيئية والاجتماعية إزاء التنمية الزراعية والريفية المستدامة والإطلاع على هذه المناهج وتجربتها ومواءمتها وتكرارها. وتعجز الفئات المحرومة بما في ذلك صغار المزارعين والمنتجين والعمال الزراعيين والسكان الأصليين في كثير من الأحيان عن ضمان أو تحسين سبل معيشتهم الخاصة نتيجة لقيود الموارد أو عدم تأثيرها في السياسات والعمليات والمؤسسات التي تؤثر فيهم مثل ذلك الذي سيحدث في سياق العولمة. ومع ذلك، فإنه منذ مؤتمر قمة ريو، تحقق تقدم كبير في وضع سياسات ومناهج وطرق وتكنولوجيات أكثر عدلا وفعالية بشأن التنمية الزراعية والريفية المستدامة مما أدى إلى تحقيق تجارب ناجحة في المجتمعات المحلية الريفية. وتوفر هذه المبادرة الفرصة لجميع أصحاب الشأن ولاسيما الحكومات لإعادة الاستثمار في التنمية الريفية التي تروج لتقاسم المنافع بصورة أكثر عدلا وتحد من الفقر وتعزز سبل المعيشة وتروج للتنمية المستدامة.
ما هو الجديد في هذه المبادرة؟توفر مبادرة التنمية الزراعية والريفية المستدامة دعما تحفيزيا لتعزيز قدرات ومبادرات ومستحدثات المزارعين والصيادين والرعاة وغيرهم من سكان الريف لتحقيق التنمية الزراعية والريفية المستدامة وتوفير إطار يمكن الاعتراف من خلاله بالمبادرات المحلية والقطرية والإقليمية ذات الصلة بالتنمية الزراعية والريفية المستدامة، ودعمها وتكرارها، إذا كانت ملائمة، للمساهمة في تحسين سبل المعيشة في الريف على النحو الذي طلب في جدول أعمال القرن 21. وسوف تربط المبادرة الموارد والخبرات والمعارف والتكنولوجيات بطلبات المجتمعات المحلية الريفية وأصحاب الشأن المحرومين. وسوف تساعد مبادرة التنمية الزراعية والريفية المستدامة، من خلال التطبيق الواسع للدروس المستفادة والجهود والمناهج الناجحة، على الترويج للتوسع في الحصول على المنافع المستمدة من الموارد المتوافرة واستخدامها.
كيف نشأت هذه المبادرة؟لقد ظهرت مبادرة التنمية الزراعية والريفية المستدامة من الحوار الذي دار خلال الدورة الثامنة للجنة التنمية المستدامة بشأن الأراضي والزراعة، وما تلى ذلك من منتدى التنمية الزراعية والريفية المستدامة خلال اجتماع لجنة الزراعة في منظمة الأغذية والزراعة (2001). وترتكز المبادرة على الخبرات والمدخلات وأولويات العمل المستمدة من الاستعراض السنوي لجدول أعمال القرن 21 في لجنة التنمية المستدامة، ومؤتمر القمة العالمي لعام 1996، ومؤتمر القمة العالمي: خمس سنوات بعد الانعقاد لعام 2002 والمؤتمر الدولي المعني بالتنمية الزراعية والريفية المستدامة في المناطق الجبلية (أديلبودين، يونيو/ حزيران 2002)، بين جملة أمور. وقد تم خلال عملية التحضير لمؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة، تنقيح مبادرة التنمية الزراعية والريفية المستدامة، وبدأت عملية طوعية للالتزامات الموجهة نحو العمل تهدف إلى ضمان الموارد والخبرات والتجارب والمعارف والتكنولوجيات للإسراع بوتيرة التقدم في تحقيق التنمية الزراعية والريفية المستدامة. وسوف يتيح الرصد المنتظم إجراء التحسينات المتكررة في المبادرة.
كيف سيجري وضع هذه المبادرة؟تمر المبادرة في الوقت الحاضر بمرحلة التصميم القائمة على التشاور، وحددت شروط العمل العملية. وسوف تحظى وجهات نظر مختلف أصحاب الشأن ومقترحاتهم ومنظوراتهم وخبراتهم وممارساتهم الجيدة ومشروعاتهم المتوافقة مع أهداف التنمية الزراعية والريفية المستدامة بالترحيب من أجل تشكيل تصميم هذه المبادرة. وسوف يعتمد التنفيذ على توافر الموارد، ويتوقع أن يبدأ بالتركيز على المناطق الجبلية. والمبادرة ذات تصميم متكرر مما سيتيح إجراء تحسينات رئيسية خلال فترة تنفيذها. وسوف تقدم تقارير دورية لأصحاب الشأن المشاركين والحكومات المانحة ولجنة الزراعة في منظمة الأغذية والزراعة.
كيف ستعمل المبادرة؟يتوقع إنشاء مرفق وأن يتألف من العناصر التالية:
1. فريق تنسيق ومركز للموارد (يتحدد الموقع فيما بعد) يهدف إلى خدمة المهام التالية استجابة للطلبات النوعية من المجتمعات المحلية الريفية ومجموعات أصحاب الشأن المحددة (ربما على المستويات المحلية والإقليمية الداخلية والقطرية والعالمية):
- توفير التدريب (النظامي وغير النظامي) وتكنولوجيا المعلومات والطرق التشاركية أو غير ذلك من الموارد الموجهة نحو التغلب على المشكلات النوعية ذات الصلة بوضع السياسات والممارسات والبرامج المستدامة من النواحي الاجتماعية والاقتصادية و/أو البيئية.
- الترويج لتقاسم المعلومات من خلال التعلم وتبادل التدريب بين المجتمعات المحلية ومجموعات أصحاب الشأن والبرامج المدرسية والإذاعات الريفية والتليفزيون والنشرات الإخبارية، وحيثما يكون ممكنا من خلال شبكة الإنترنت أو نظام مكاتب المعاونة.
- بناء قدرات الفقراء وغيرهم من أجل وضع وتنفيذ ورصد وتقييم السياسات والبرامج والممارسات ذات الصلة بالتنمية الزراعية والريفية المستدامة.
- تعزيز مؤسسات المجتمع المدني بما في ذلك عمليات التمثيل والتشاور والمفاوضات داخل منظماتها وتيسير وضع المنتديات الجديدة لإجراء الحوارات فيما بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني من خلال تنظيم نشاطات التدريب وإقامة حلقات العمل الإقليمية والقطرية والدولية وعقد المؤتمرات عن طريق الاتصالات التليفونية والمقابلات مع سكان الريف وإجراء التجارب على تكنولوجيا المعلومات والاتصال المبتكرة لتعزيز مشاركتهم على جميع المستويات.
- تعزيز فرص الحصول المستدام على الموارد واستخدامها بواسطة الفئات المحرومة.
2. التمويل/ الأموال الأساسية لدعم صغار المزارعين والعمال الزراعيين والسكان الأصليين والمجتمعات المحلية الريفية وغير ذلك من أصحاب الشأن المحرومين لإجراء المستحدثات والاختبارات الرائدة والتجارب وحيثما يكون ممكنا تكرار استخدام التكنولوجيات الجديدة والممارسات الجيدة والمناهج التشاركية التي تحقق التحول إلى التنمية الزراعية والريفية المستدامة وتحسن من سبل المعيشة، والتوسع في استخدامها.
3. أدوات دعم القرار والخطوط التوجيهية والتدريب استنادا إلى الدروس الطويلة الأجل المستمدة من النقطتين 1 و2 أعلاه لتحسين الأطر القانونية والتنظيمية والمتعلقة بالسياسات والتسويق من خلال:
- تعزيز معارف واختيارات صانعي السياسات المستمدة من الدروس المستفادة من التجارب المحلية.
- تحسين المعارف العالمية عن أهمية التنمية الزراعية والريفية المستدامة لرفاهة الجنس البشري من النواحي البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
ماذا سيحدث بعد ذلك؟يعتبر المؤتمر العالمي للتنمية المستدامة فرصة هامة لتنشيط التنمية الزراعية والريفية المستدامة باعتبارها جزءا أساسيا من التنمية المستدامة. وسوف تصل العملية الاستشارية إلى ذروتها في حلقة عمل للتصميم يشارك فيها أصحاب الشأن من المقرر عقدها في أكتوبر/ تشرين الأول 2002 لوضع الصيغة النهائية لتصميم مبادرة التنمية الزراعية والريفية المستدامة وتحديد نتائجها وآلياتها.