2014-04-04

أنقذوا اخر ما تبقى من حدائق طرابلس

أبناء مدينتنا الأعزاء... كلنا يحلم أن يعيش في مدينة بيئتها نظيفة، يجد فيها أطفاله مساحات خضراء، يمارسون فيها أبسط حقوقهم الإنسانية.. في الدول التي تحترم حياة الإنسان وحقوق الأطفال سُنّت القوانين التي تطبق بصرامة، يتمتع كل مواطن يعيش في مدنها بمساحات خضراء تقدر مساحتها ب12 متر مربع للفرد الواحد.

في لبنان الأخضر، المساحات الخضراء لا تتجاوز 0.34 م² للفرد الواحد داخل المدن، أما في طرابلس الفيحاء هذه النسبة لا تزيد عن 0.2 م² للفرد الواحد.
إن طرابلس خسرت عشرات الحدائق منذ عام 1948، والحجة منذ أكثر من نصف قرن إلى اليوم: عدم توفر المال للإستملاك!! لقد خسرت طرابلس شيئا فشيئا رئتها حتى وصلت للاختناق. إن بلدية طرابلس قد رفعت الإشارات عن آخر 44 أرضا مُعَدّة لتكون حدائق عامة، متذرّعة بالحجة القديمة الحديثة: عدم توفر المال للإستملاك. إن الواجب كان يحتّم على بلدية طرابلس أن تعيد لأهل طرابلس ولجميع فعالياتها منذ سنوات مضت للمطالبة بالمساعدة لإيجاد التمويل اللازم لإنصاف طرابلس وأصحاب الأملاك.

إن طرابلس تحولت بفعل هذه القرارات إلى كتل عشوائية من الباطون، لا جمال فيها بعد أن كانت آية من الجمال؛ فسلبت من الفيحاء مساحاتها الخضراء، وحبس أطفالها في علب الباطون، فأصبح العيش في هذه المدينة عقوبة. إن هذا القرار قد أوقع الظلم على طرابلس وبيئتها وأهاليها وعلى آثارها العالمية المنسية والمهملة عمدا...

إن الحديقة المنتظرة الملاصقة لأهم مواقع طرابلس الأثرية (حديقة مسجد طينال) قد أُعيدت لمالكها الذي ظلمته بلدية طرابلس طيلة سنوات عديدة بسبب عدم دفعها لثمن الأرض. لقد بدأ الباطون يهاجم هذا المَعْلَم الأثري الهام على مرأى ومسمع الجميع، إننا نناشد منظمة الأونيسكو ووزارة الثقافة ودائرة الاوقاف وكل غيور على ثروة طرابلس الأثرية بالتدخل لإنقاذ هذا المعلم الأثري العالمي وإنصاف صاحب الأرض.

وإننا نناشد وزراء ونواب طرابلس أن يتدخلوا وأن يتحمّلوا مسؤولياتهم تجاه مدينتهم وأهلهم قبل فوات الأوان، فطرابلس لا تستأهل هذه المعاملة. كما إننا نناشد بلدية طرابلس ومجلسها العودة عن هذا القرار الخاطئ والمرفوض، والعمل جنبا إلى جنب مع كل فعاليات المدينة وهيئاتها ومؤسساتها المدنية لإنقاذ هذه الحدائق التي لا بديل عنها، فلم يبق لطرابلس أراض لتكون حدائق عامة إذا خسرنا هذه ال44 حديقة الموعودة.

إن طرابلس تستحق منا جميعا أن نجمّلها لا أن نشوّهها، أن نمسح عنها آثار التآكل والتخلّف والتصحّر. أبناء الفيحاء... أيها الغيورين على طرابلس: مدينتكم تناديكم.. أنقذوا حدائقها رأفة بها.. بأطفالكم.. بصحتكم، بمستقبلكم.. إن طرابلس تتجه تدريجيا لتكون مدينة يُنصح بعدم السكن فيها!! لا يظنّن أحدٌ أنه غير مسؤول... كلنا مسؤول... يداً بيد يجب أن نعمل لإنقاذ هذه الحدائق.. لتعود طرابلس فيحاء.... بعد أن أصبح عطرها من ذكريات الماضي..

Share this